الإسراء والمعراج
وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها
1 - حديث أبي هريرة
وله عنه طرق:
الأولى: عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((حين أسري بي لقيتُ موسى عليه السلام - فنعته النبي صلى الله عليه وسلم - فإذا رجل - حسبته قال: - مضطرب، رجِلُ الرأس، كأنه من رجال شنوءة.
قال: ولقيت عيسى - فنعته النبي صلى الله عليه وسلم - فإذا ربْعَةٌ أحمر كأنما خرج من ديماس. يعني: حماماً.
قال: ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه، وأنا أشبه ولده به.
فأتيت بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر. فقيل لي: خُذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته، فقال: هُديت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك)).
أخرجه البخاري(3394 و3437 و4709 و5576 و5603)، ومسلم (272)، وأحمد (2/282 و512)، والبغوي في ((شرح السنة)) (3761).
الثانية: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لقد رأيتُني في الحجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعدٌ، كأنه من رجال شنوءة. وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعد الثقفي. وإذا إبراهيم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم. يعني : نفسه.
فحانت الصلاة فأممتُهُم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه. فالتفتُّ إليه، فبدأني بالسلام)).
أخرجه مسلم (278).