دنيا الوطن
'ابليس كان داخل حجرة نوم هذه الزوجة يعيث فيها فسادا.. اغراها ان تمارس الفاحشة علي سرير زوجها.. ولم يمنعها من ان تشارك عشيقها في قتل طفليها حينما شاهدا الخيانة باعينهما.. ولم يحركا قلبها وهما يستغيثان بها 'الحقينا ياماما'.. وفي النهاية اغواها علي الكذب وادعاء ان عصابة هاجمتها وقتلت الطفلين.. وكان العشيق قد هرب والزوج قد حضر!.. انها جريمة دفعت أهالي دمياط والرأي العام كله الي انتظار حكم الاعدام في امرأة لاتستحق الامومة ولا تستحق شرف رجل.. ولاتستحق الحياة.. ومثلها هذا العشيق النذل.. القاتل!
تعالوا ندخل حجرة نوم الخائنة.. مسرح الجريمة.. ونتعرف علي تفاصيل الليلة الاخيرة ثم اعترافات المتهمين وتفاصيل البداية والنهاية.
تملكت الحيرة الزوجة.. عيناها تعلقتا بعقارب الساعة..
تنتظر بنهم شديد وصول صديقها حسب موعدهما معا * أخيرا دق جرس باب الشقة.. اسرعت أمورة' تفتح الباب.. استقبلت صديقها بابتسامة عريضة.. أدخلته غرفة النوم في خلسة من طفليها الصغيرين عمرور الذي يبلغ من العمر 5 سنين ونهي عامان ونصف اللذان كانا يلهوان في براءة في بلكونة الشقة.
أغلقت الزوجة باب حجرة النوم.. لم يعد بداخلها سوي هي وعشيقها وثالثهما الشيطان.. تبادلا نظرات جائعة.. نسيا ان الطفلين يلعبان بالقرب منهما... الشيء الوحيد الذي تملك تفكيرهما هو الغرق في الرذيلة.. علي سرير الزوج المسكين الذي كان في نفس هذا الوقت يرقد علي سرير اخر يتوجع ويتألم من المرض الذي ألم به داخل مستشفي دمياط العام.. ومع هذا لم تتورع زوجته من الحفاظ علي شرفة وكأنها صارت بلا قلب أو ضمير!
الوقت يمر .. غارقان في الرذيلة.. الشهوة تملكتهما.. جريمة الخيانة مازالت داخل حجرة النوم.. الاطفال يلعبون.. يقتربون!.. البراءة في عيونهم.. الأم غارقة مع عشيقها تمارس الخيانة.. فجأة وببراءة ودون اي قصد يفتح الطفلين باب الحجرة.. اذا بهما امام مشهد غريب ورجل غريب تقع اعينهما عليهما مشهد لم تعتده طفولتهما الطاهرة.. امهما في أحضان رجل غريب علي سرير والدهما! احساس غريب انتاب الطفلين دون ان يعرفا ما الذي يحدث.. البكاء كان النتيجة.. أغلقا الباب مسرعين الي حجرتهما. تفيق الخائنة من أحضان الشيطان.. تجد نفسها في موقف لم تضعه في حسبانها.. يتكهرب الجو لمدة لحظات.. لكنها مرت عليها كأنها سنوات.. بادرت عشيقها وهي تلطم خديها بيديها!
يادي المصيبة.. حانعمل اية دلوقتي يامحمد! يرد عليها في هدوء يحسد عليه.. قائلا!
لازم نتخلص منهم أحسن يفضحونا ويبلغوا أبوهم!
مرة اخري.. لحظات من الصمت.. تسود اركان الحجرة.. يفكران!.. ماذا يفعلان.. الام في داخلها اتخلص منهما أم ماذا أفعل.. لحظة حاسمة.. الشيطان والأم والعشيق أبطال هذا المشهد.. فجأة.. تفوهت الام بكلمات غاب خلالها عقل وضمير وقلب الام.. التي لم تتراجع حينما أومات برأسها لعشيقها مشيرة 'نعم'!... فاجعة بكل المقاييس أم تأمر بقتل طفليها.. الحيوان لم يفعلها!..
قتل البراءة!
يقترب العشيق بخطي واثقة نحو الطفلين البريئين.. لم يدرك الصغيران مايضمره لهما هذا الشيطان.. بادره الصغير عمرو.
ايه ياعمو محمد انتهنا بتعمل ايه مع ماما.. وبتبصلي كده ليه!؟
* لم يجبه محمد.. اكتفي بارسال نظرات لم يفهمها الصغير ولا أخته المسكينة.. فجأة اسرع محمد ممسكا بالصغير.. طوق رقبته بحبل وشده بحقد.. الطفلة تصرخ الحقي ياماما يموت أخويا الام انتابتها حالة من الصمت كأنهما ليسا ولديها.. وكأنها لم تتعب فيهما .. أين الامومة!؟ هنا قد أنتهي محمد من المهمة الاولي وأزهق روحه في لحظات.. ثم القي بجثته جانبا.
الام لم تعد أما في تلك اللحظات فقد كانت أسيرة لسحابه شيطانية تآمرت علي رأسها.. جعلتها تنسي كل شيء الا نفسها حتي لو كان الضحية أغلي الناس.. ضناها! جاء الدور علي الصغيرة 'نهي' اقترب منها القاتل بنفس الخطوات.. والنظرات.. لم يرحم توسلاتها.. ولا صرخاتها.. كم كان المشهد بشعا.. الصغيرة تستغيث بأمها خائفة من الموت.. تنادي علي شقيقها عمرو.. الذي لم يرد عليها بعد أن صمت الي الأبد رغما عنه.. اما الام فقد ماتت ايضا رغم انها علي قيد الحياة.. طوقت ايدي القاتل بنفس الحبل رقبتها.. وضغط عليها بنفس الحقد حتي ماتت هي الاخري بلا ذنب.. طفلان لم يصنعا شيئا.. كل ذنبهما أنهما اولاد لأم الشيطان سيطر عليها وتحكم في تفكيرها الشهوة والخيانة اجتمعت في جسدها بعد ان فضلتهما عن طفليها الصغيرين.
الخديعة!
انتهت المهمة الدامية.. عمرو ونهي جثتان متجاورتان علي الأرض في داخل الشقة.. الصمت ساد المكان.. الزوجة الخائنة مازالت قوية.. متماسكة.. لم تهتز مشاعرها ولو للحظة.. وكأن القتلي ليس بأطفالها.. يبدو انها تمتلك أعصابا من فولاذ.. لم يرق قلبها ولو للحظة واحدة تتذكر انها أم هذين الطفلين.. الشاغل الوحيد لها والمسيطر علي تفكيرها.. كيفية استكمال الخطة القذرة مع عشيقها لتحقيق هدف واحد وهو تأمين موقفهما من الفضيحة.. فضلت قتل اولادها علي الا يكشف امرها امام زوجها وأهله..هداها تفكيرها إلي فكرة.. قالت لعشيقها!
اهرب انت دلوقتي وأنا حتصرف.. * حتعملي ايه يعني!
جوزي كان يحمل شيكا لصالحه ضد عمة مقابل منح عمه قطعة أرض.. سأحضره واضعه بجوار الغرفة المطلة علي السلم الخلفي للمنزل.. وأسرق الخزنة ومابها من مال.. لكنك قبل ماتمشي توثقني بالحبال وتربطني بكمامه علي وجهي حتي لايخرج مني صوت.. ولما يكتشف احد الامر سأبلغه ان عم زوجي دخل قتل الطفلين عندما رأوه يسرق الشيك من الخزنة ومعه أموال كثيرة كانت بداخلها.. فقام بضربي وتكتيفي وقتل الاولاد ثم هرب!
العشيق اقتنع بهذه الفكرة الشيطانية معتقدا انهما لم يكتشف امرهما.. أوثقها بالحبال.. والقي الشيك بالمكان المتفق عليه ثم هرب.
صدمة العمر!
عاد الزوج وبصحبته شقيق زوجته.. طرق علي الباب.. لا أحد يفتح.. اعتقد أن زوجته والطفلين ذهبوا لزيارته في المستشفي * اخرج المفتاح من جيبه أعطاه لنسيبه.. فتح الباب.. فاذا به يجد زوجته موثقة بالحبال بجوار الباب.. وبها آثار ضرب علي وجهها.. فك وثاقها.. وجدها مغشيا عليها.. فاقدة الوعي.. أسرع للاطمئنان علي الأطفال.. ليجد صدمة العمر في انتظاره.. عمرو ونهي قتيلين!
انتابت الزوج حالة هيستيرية كاد ان يصاب بالجنون والهلع.. أطفاله بين يديه قتلي.. من قتلهما.. ولماذا؟!
أسئلة.. فرضت نفسها علي الاب وهو يراهما مسجين علي الارض جثتين هامتدتين.
الأم فاقدة الوعي.. او بالمعني الصحيح أنها 'تمثل الاغماء عليهما'. حتي تستكمل خطتها وتحكمها جيدا.. اخذوها الي المستشفي. سألها زوجها بعد ان أفاقت من اغمائها..
من قتل الاولاد؟!
* قالت متسائلة.. اولادي ماتوا! صرخات عاليه انطلقت منها كأنها لم تعرف!.. دموع تنهمر من عينيها.. لكنها دموع التماسيح وليست دموع الندم.. حتي تحكم بها خطتها.. شيطانة في صورة امرأة.. الزوج انحني طأطأ رأسه الي الارض والدموع تنساب من عينيه.. تماسكت الزوجة قائلة!
عمك دلف الي الشقة والاولاد يلعبون وقام بسرقة الشيك الذي أعطاه لك.. عندما رأيته وهو يخرج من السلم الخلفي قام بضربي.. وأوثقني بالحبال وضربني علي رأسي فسقطت فاقده الوعي.. اعتقد انني مت في الحال.. فخرج هاربا.. لكن يبدوا أن الاولاد شاهدوه فخاف ان يفضحوه فقام بقتلهما.. استمرت في البكاء.. خرج الزوج مسرعا.. متجها إلي مديرية أمن دمياط ليبلغ اللواء بركات عبدالحفيظ مساعد وزير الداخلية مدير أمن دمياط وحكي له الحادث كما قالت زوجته.. علي الفور امربتشكيل فريق بحث تحت اشرف العميد حمدي صقر مدير مباحث دمياط وقادة العميد سامي الميهي رئيس المباحث الجنائية وضم العقيد عماد الشهاوي والمقدم السيد العشماوي مفتشا المباحث والرائد سالم ابراهيم رئيس مباحث مركز دمياط.
وكشفت التحريات ان الزوجة علي علاقة بمحمد مرزوق متولي 24 عاما ويعمل لدي زوجها بالورشة الموجودة اسفل المنزل.. اقتنص فرصة غياب زوجها وصعد لها لممارسة الرذيلة معها وعندما شاهده الاطفال.. اتفق مع الزوجة علي قتلهما حتي لايفضحا امرهما.
ألقي النقيبان محمد محسن رضوان وحسين عبدالهادي القندقلي ضابط مباحث مركز دمياط القبض علي جميله وعشيقها.. بمواجهتهما بالتحريات اعترافا بارتكاب الحادث وتبادلا الاتهامات.
أحيل المتهمان الي النيابة التي أمرت بحبسهما علي ذمة التحقيق.
القاتلان!
التقت 'أخبار الحوادث' بالقاتلين بعد سقوطهما في قبضة الشرطة.
ينتظران حكم العدالة للقصاص منهما.
سألت المتهمة: كيف طاوعك قلبك علي قتل أعز الناس اليك؟
* الاحساس بالندم والذنب يشكلان معالم وجهها.. تنظر الي عشيقها نظرات تكاد ان تفتك به.. قائلة.
انت السبب.. ثم بدأت تتماسك وحاولت انكار جريمتها .. لكنها لم تستطع الاستمرار في الكذب.. انهارت فجأة وقالت..
محمد هو السبب .. تعرفنا علي بعض منذ شهرين حينما جاء ليعمل مع زوجي في الورشة.. بدأ ينظر الي نظرات غريبة تكاد ان تفتك بي.. لم أجاريه في البداية.. الي ان جاء يوم سافر فيه زوجي الي بلده بجوارنا تاركا محمد بمفرده بالورشة.. استغل فرصة غيابه.. صعد إلي الدور الثاني.. هاجمني. لم أضعف هذه المرة.
.. رفضت ان أقول لزوجي ماحدث.. لكن قام بتكرارها مرة ثانية.. وسيطر فيها الشيطان علي وضعفت امامه.. سلمت له نفسي بيدي.. اعتدنا علي هذا .. تحولت علاقتنا ببعض الي قصة حب.. محادثات تليفونية.. مقابلات سرية.. الي ان جاء يوم اكتشف زوجي جزءا من هذه الخيانة.. لكنني استطعت اقناع زوجي علي انني لست علي علاقة به.
للاسف صدقني زوجي.. الي ان جاء هذا اليوم الملعون. وحدث ماحدث.. وشاهدنا ابني.. الخوف سيطر علينا.. اقنعني بان الحل الوحيد هو قتل الاطفال حتي لاينفضح امرنا مع زوجي وأهله.. وافقته.. بالفعل قتل اولادي.. امام عيني!
هل تعلمي ان العقوبة التي تنتظرك هي الاعدام؟
* ياريت يعدموني بسرعة حتي ارتاح من تأنيب الضمير.
وظلت امورة بكي بحرقة وبانفاس سريعة متلاحقة وقالت 'انا استاهل الاعدام.. ولو فيه عقوبة ثانية أكبر من الاعدام مش كفاية علشاني'.
سألت العشيق: الهروب كان امامك لماذا اخترت القتل!؟
* لم يكن امامي سوي هذا الطريق بعد ان سيطر الشيطان علي.. شعرت بالخوف من الزوج. الخيانة بالنسبة لاي زوج جريمة غير عادية.. الخوف يسيطر في هذا الموقف.. الطفلان امامي.. أخذت رأيها.. وافقتني .. تغلغل الشيطان إلي أعماقي. قيد تفكيري.. دفعني للقتل.. وبسرعة نفذت جريمتي!
ماشعورك الان؟!
* الندم .. لا لأنني قتلت.. ولكن لانني قتلت طفولة ليس لها أدني ذنب.. انصح كل شاب ان يسير في الطريق الصحيح.. ولا يتبع الرذيلة.. ولا يعطي فرصة للشيطان ان يسيطر عليه .. الان أنا أنتظر الاعدام وهو الحكم الوحيد العادل.
*اخبار الحوادث
وشكرا